* معظم الناس يحبون الماء وخاصة في فصل الصيف حيث يذهب الناس إلى الشواطئ لقضاء وقت ممتع وللاستمتاع بالطبيعة وقضاء أوقات فراغهم.
لكنَّ الطبيعة لها وجه مخيف أحياناً مثلاً : شهيقها وزفيرها بالزلازل والبراكين وكذلك إصابتها بالإعياء المعوي الذي يُنتج الغازات ويَنتج عنها انكسار للقشرة الأرضية بما يُعرف بالزلازل والهزات الأرضية ، وكذلك العواصف والأعاصير المدارية والموجات الحرارية الباردة والحارة وكذلك السيول والفيضانات وانجراف التربة والحرائق .
*قصتنا اليوم تتعلق بالظاهرة المائية التي تسمى التسونامي وهي تسمية يابانية لأن اليابان من أكثر المتعرضين لها كونها دولة جُزُرية فهي أرخبيل ( مجموعة من الجزر) ، وتسونامي تقسم إلى قسمين: تسو وتعني موجة ونامي وتعني ميناء.
* التسونامي: هي أمواج ضخمة من الماء ترتفع شاقولياً في وسط المحيط بسبب حدوث زلزال في قاعه ثم تتوجه إلى خط الساحل وتضرب كل ما يقف في طريقها .
*والتنبؤ بها أمر صعب للغاية لأن ارتفاع الماء يكون بسيطاً لا يمكن ملاحظته، لكن يوجد بعض العلامات التي تدل على حدوث هذه الظاهرة
- مثل : انحسار مياه المحيط حيث تظهر رمال البحر والأسماك والشعاب المرجانية
وهذه العلامة هي العلامة التي اعتمدت عليها بطلة قصتنا .
* تيلي سميث : فتاة بريطانية من مواليد 1994 كانت تبلغ من العمر 10 سنوات عند حدوث ظاهرة التسونامي التي ضربت شواطئ المحيط الهندي عام 2004
وكانت تيلي سميث مع أسرتها (والدها ووالدتها) في جزيرة بوكيت أو فوكيت وهي أكبر جزيرة في تايلاند حيث تقع جنوبي تايلاند.
*لاحظت تيلي عندما كانت على الشاطئ مع والدتها انحسار مياه البحر، وكانت قد تعلمت في مدرستها بحثاً عن هذه الظاهرة في مادة الجغرافية مفاده أنَّ : انحسار مياه البحر هو علامة طبيعية تدل على حدوث ظاهرة التسونامي وأنَّ هناك أمواج ضخمة ستصل قريباً إلى الشاطئ.
* وقالت تيلي لأحد المجلات الصحفية بعد الحادثة أنها رأتْ تحركاً غريباً للماء
حيث رأيتُ فقاقيع وانحسار للماء !!! فأخبرتُ والدتي
وكان على الشاطئ حوالي 100 سائح عندما لاحظوا ذلك ، وقفوا مندهشين وأخذوا يراقبون الأسماك والقوارب التي خلَّفتها مياه البحر عند انحسارها
*ونتيجة لثقة الأم بما قالته ابنتها، أخبرت الأم إدارة الفندق التايلاندي وقامت الأخيرة بإخلاء الشاطئ على الفور، وكان يُعرف الشاطئ باسم *ميخاو*
*وبعد وقتٍ قصير من الإخلاء، ضربت أمواج التسونامي الضخمة شاطئ ميخاو، وبسبب ملاحظة الطفلة كان هذا الشاطئ، من الشواطئ القليلة التي لم تقع به أي إصابات.
*أَثنى أستاذ الجغرافية كيرني على تلميذته تيلي حيث قال : إنها فتاة ذكية وسريعة البديهة، ويا لها من مصادفة مدهشة حيث درسنا هذه الظاهرة قبل أسبوعين فقط من العطلة.
*وما يؤكد خطورة هذه الأمواج هو إعلان وزارة الخارجية التايلاندية وفاة 40 شخص بريطاني من جراء موجات التسونامي، كانوا يقضون عطلتهم في تلك الجزيرة.
*حصلت الطالبة تيلي سميث على جائزة الشرف من الجمعية البحرية في بريطانية، كمكافأة على إنقاذها لحياة أكثر من 100 سائح.
*أيضاً عقدت الطالبة تيلي مؤتمراً صحفيّاً وهي مُحاطة بوالديها، حيث تحدثت للصحافة تفاصيل الحادثة عندما لاحظت علامات التسونامي وحذّرت والدتها والسواح فاستجابوا وقاموا بإخلاء الشاطئ على الفور.
*ختاماً: برأيي يجب ألا نقلل من أهمية العلم والتعليم مهما كان، فمعلومة صغيرة في درس الجغرافية التي ينزعج معظم دارسوها من دراستها ، كانت سبباً بعد تقدير الله في نجاة أكثر من 100 سائح مع إدارة الفندق بالإضافة إلى والد ووالدة تيلي، وأيضاً ازرعوا في أولادكم الثقة في نفوسهم ، عن طريق ثقتكم بهم، فتخيلوا لو أنَّ والدة تيلي لم تستجب لتحذير ابنتها ولم تقم هي بدورها بتحذير السواح !!كيف ستكون الواقعة عندها؟؟؟
أتمنى أن تكون التدوينة قد نالت إعجابكم وأتمنى السلامة والتوفيق للجميع
لا تهتم أين أنت ********المهم أن تزهر أينما كنت

تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك ينير أرجاء مدونتي